دومًا ما أؤكد أن نظام الكبح هو أهم أنظمة السيارة دون مناقشة من وجهة نظري، فمِن الممكن التصرف لتقطيب أي نظام بالسيارة، ولكن تقل الخيارات بشدة عند التحدث عن نظام الكبح، وأحد أهم المشاكل، أو يُمكننا تسميتها بالمهام الواجب حلها، هي سحب الهواء من نظام الفرامل، ليقوم النظام بوظيفته بشكلٍ سليم وفعّال.
هذه المُهمة رغم بساطة تنفيذها الشديدة، إلا أن تعنت بعض فنيي الإصلاح قد يُعرض حياة مالك السيارة للخطر، أو أن يُطيل زمن عملية إفراغ نظام الكبح من الهواء «أو الغازات بشكل عام» إلى حدٍ كبير، وهو أمرًا مزعج إن كنت من كارهي إيقاف السيارة عند فني.
كيف يدخل الهواء إلى الفرامل؟
سائل نظام الكبح «زيت الفرامل» في الغالب مُكوّن من قاعدة رئيسية من مادة إيثلين الجليكول، بالإضافة إلى بعض الإضافات الكميائية الاصطناعية لتحسين مستوى مقاومة الصدأ، والأهم تحسين معامل مُكافحة التأكسد بالماء، وذلك لأن إيثلين الجليكول يتفاعل بصورة سريعة مع الماء.
لذلك عند ترك سائل نظام الكبح لفترة طويلة دون تغيير، ففي النهاية يمتلئ السائل ببخار الماء الذي يُقلل بشدة من نقطة غليان سائل الكبح، وبالتالي تتكون جيوب غازية داخل السائل، وهو ما يؤثر بشدة على فاعلية نظام الكبح.

ضرر وجود الهواء بنظام الكبح؟
من المعروف فيزيائياً أن السوائل لا تنضغط، ولكن على صعيدٍ آخر فإن الغازات قابلة للانضغاط، وبما أن مهمة نظام الكبح الأساسية هي نقل الضغط لتوفير احتكاك كافٍ بين تيل الفرامل، و أقراص المكابح، لإيقاف السيارة، لذا عندما تتكوّن تلك الجيوب الغازية داخل سائل نظام الكبح، تزداد قابلية سائل المكابح للإنضغاط، وهو ما يقلل من مهمة نقل الضغط.
هذا الأمر الذي يُضفي إحساس دواسة المكابح الإسفنجية غالباً، وهو أمر يُقلل بشدة من قدرة نظام المكابح على الحفاظ على درجة ثابتة وفعّالة من الضغط على أقراص المكابح لإيقاف السيارة.
أعراض وجود هواء بنظام الفرامل.
هناك أعراض عدة، تؤكد حال ظهورها بنظام الكبح بسيارتك أن هناك هواء بنظام الفرامل، ولعل أبرزها:
- ظهور ما يُعرف بدواسة الكبح الإسفنجية.
- عدم فاعلية الفرامل على الرغم من الضغط القوى على الدواسة.
- هبوط دواسة الفرامل بشكل واضح وملموس.
- تغير سريع ومفاجئ في لون سائل نظام الكبح أو زيت الفرامل.
طرق سحب الهواء من نظام الفرامل.
تتفاوت طرق سحب الهواء من نظام الفرامل ما بين نسبة المعرفة الفنية المطلوبة، وما بين أدوات تطبيق هذه الطرق، والتي تبدأ من مفتاح ربط بسيط، وصولًا لآلات السحب المتطورة مرتفعة التكلفة، والتي بدأت بعض المراكز الاحترافية فنيًا في اعتمادها كطريقة علمية وعملية لتنفيذ هذه المهمة.
1- الجاذبية.
أقل الطرق فاعلية، وإن كانت أسهلهم تنفيذًا، وأكثرهم وقتًا، حيث يقوم الفني بفتح كافة مسامير، أو صمامات التنزيف «Brake Bleeder» وترك الجاذبية تقوم بمهمتها في ترك سائل الكبح يسيل مُخرجًا معه أي فقاقيع أو جيوب هوائية بزيت الفرامل.
لا تستلزم هذه الطريقة إلا إلى شخصٍ واحد، ولكنها ليست فعالة، وقد يتطلب الأمر تكرارها لمراتٍ عدة، كما أنها تستلزم بعض الوقت حتى يتم تطبيقها بشكلٍ سليم.
2- الضغط، والفتح.
وهي الطريقة المُتعارف عليها، والتي تستدعي وجود شخصين على الأقل، الأول من يقوم بالضغط القوي على دواسة الكبح، والثاني من يقوم بفتح مسامير التنزيف، الموجود أعلى مِلقط المكابح.
هي أسرع من الطريقة السابقة، وإذا ما نُفذت بشكل مثالي فهي فعالة، ويُمكن الإعتماد عليها، ولكن وجوب استدعاء شخص إضافي قد تكون العقبة الأكبر، ورفض بعض الفنيين تنفيذها بالشكل السليم، قد يستدعي تطبيقها عدة مرات أيضًا.

3- استخدام آلات تفريغ الهواء.
بالطبع هي أفضل الطرق، وأسهلها وأعلاها فاعلية، ولكن تلك الآلات أو الأدوات ليست بخسة السعر، ولذا فهي متواجدة في الغالب عند مراكز الصيانة الكبيرة، والاحترافية.
وتنقسم تلك الآلات إلى نوعين رئيسيين، الأول أدوات الضغط، والتي تضع خطوط نظام الكبح تحت ضغط دائم وبالتالي لا تستدعي إلا شخص واحد يقوم بتفريغ الخطوط.
أما النوع الثاني فهو أدوات توليد الفراغ، أو السحب، وهو ما يؤدي إلى قيام الفني فقط بتركيب الآداة التي تولد فراغ هوائي، ومن ثم فتح مسمار التنزيف ليقوم الفراغ بسحب سائل الكبح مباشرة من مِلقط الكبح «الدشمة»، ليتم تفرغ الهواء والجيوب الغازية داخل السائل.
ومع إختلاف الطريقة إلا أن هناك بعض القواعد التي يجب مراعاتها، واتباعها بشكلٍ عام، وإلا لن يتم تطبيق أي طريقة بشكلٍ سليم، وهي:
- يجب دومًا التأكد من تواجد كمية مناسبة من سائل المكابح داخل خزان السائل أعلى الماستر العمومي.
- يجب سحب الهواء من نظام الفرامل بترتيب مُعين، بداية من العجلة الأبعد لماستر الفرامل، ثم الأقل بُعدًا، فالأقل، ووصولًا لأقرب عجلة في النهاية.
- الإلتزام بنوعية زيت الفرامل الموصي بها من صانع السيارة، وهو عُنصر بالغ الأهمية.