من وجهة نظري الشخصية أرى أن تعديلات نظام الكبح، وتحسين أداء فرامل السيارة أحد أهم وأبرز مبادئ تعديل وتحسين أداء أي سيارة، حيث تأتي بعد تحسينات نظام التعليق، وقبل حتى التفكير في رفع مُعدلات قوة وأداء المحرك.
ومع نثر الكثير من الطرق والأقاويل لتعديل وتحسين أداء نظم الكبح بالسيارات، رأينا أن نتعمق قليلًا في هذه النقطة في محاولة منا لتوضيح أسس ومبادئ تحسين أداء فرامل السيارة بشكل علمي وسليم.
لا كثير يُقال ولا جديد في توضيح أن نظام الكبح هو النظام الأهم بين أنظمة السيارة، فالأمر هنا لا يتعلق فقط بتقديم أداء مستقر وثابت، الأمر ببساطة ضرورة قصوى بدونها لا يجب أن تفكر في ركوب سيارتك، فسيارة بدون مكابح هي فخ مُعد مُسبقًا للإنتحار، لذا تعامل بحرض وبحكمة في أي تعديلات تقوم بها على تلك المنظومة.
كيف تعمل المكابح.
قبل البدء في تعديل نظام الكبح، لنتعرف بإختصار على المبدأ الأساسي لنظام الكبح هو ببساطة تحويل الطاقة من صورة لأخرى، هذا ما تقوله الفيزياء ببساطة، فمن المعلوم أن الطاقة لا تُفني ولا تُستحدث من عدم.
معنى هذا أن طاقة السيارة الحركية، لن تنتهي أو تفنى أو تقل لإيقاف السيارة، إلا بتحويلها إلى شكل آخر من أشكال الطاقة، ومهمة نظام الكبح ببساطة هو تحويل تلك الطاقة الحركية إلى صورة أخرى من الطاقة «طاقة حرارية» عن طريق الإحتكاك ما بين الطنابير والتيل.
مبادئ تحسين أداء فرامل السيارة.
أي تعديل أو تحسين لنظم الكبح بالسيارة يعتمد على عدد من المبادئ وهي:
- زيادة مساحة أسطح الإحتكاك بنظام المكابح، سواء بتكبير حجم أقراص المكابح مع زيادة نسبة حجم التيل.
- رفع السعة الحرارية لمكونات نظام الكبح، وهو ما يساعد على إستقرار الأداء خاصة تحت الضغط.
- رفع قوة الضغط على الأسطح المحتكة، سواء برفع قوة الضغط على التيل، أو تحسين نقل تلك القوة.
بالطبع هناك عوامل أخرى يُمكن القيام بها مثل تغير خطوط توصيل زيت المكابح إلى الملاقط «Callipers»، بإستعمال خطوط المكابح المغلفة بالإستانليس ستيل، كما يُمكن تحسين نوعية سائل المكابح «Brake Fluid» ورفع نقطة الغليان الخاصة به بشكل كبير.
وتلك الخطوات يُمكننا أن نقول أنها خطوات مساعدة للإقتراب بشكل كبير من حد الكمال لمنظومة المكابح الخاصة بسيارتك.
1- إستخدام نظام كبح أكبر حجمًا «Big Brake Kit».

إن إستخدام حزم المكابح كبيرة الحجم سيحقق تقريبًا كل مبادئ تحسين أداء فرامل السيارة الذي سبق وأن ذكرناها، فمع حجم أكبر للملاقط يُمكن إستخدام تيل فرامل بحجمٍ أكبر وهو ما سيزيد من نسبة الأسطح المُحتكة.
ولاحظ أننا نتحدث عن نسبة المساحة، والتي هي العامل الهام وليس زيادة الحجم فقط دون غيره، كما يجب أن تعلم أنه إذا كنت تستخدم سيارتك بشكل طبيعي يومي دون أي ضغوط مباشرة على نظام الكبح، فتلك الحزم لن تكون فعّالة ماديًا لسيارتك.
حجم أكبر لأقراص الكبح، يُمكننا من زيادة مساحة الإحتكاك مع تيل الكبح، وهو ما سيزيد من نسبة مساحة الأسطح المُحتكة، مما يزيد من قوة التمسك بنظام الكبح وبالتالي تقصير مسافة الكبح، وهو المطلوب.
ولكن يجب الأخذ في الإعتبار أن سعر الحزم الكبيرة للمكابح ليس بالرخيص، ولكن فرق الأداء ومُعدل التحسن بالغ الوضوح إذا ما كانت مناسبة للاستخدام المطلوب وتم إستعمال الحزمة كاملة، فإذا ما تم تكبير حجم أقراص المكابح دون أي تغير في حجم تيل الفرامل، أو رفع قوة ضغط الملاقط على التيل، لن ينتج عنها الكثير إلا رفع السعة الحرارية للنظام فقط، وهو أمر إذا كنت مستخدم عادي للسيارة لن يفيدك كثيرًا.
2- رفع كفاءة زيت الفرامل.

زيت المكابح في الأساس سائل هيدروليكي غير قابل للانضغاط، وظيفته الرئيسية هي نقل الضغط الواقع على دواسة الكبح، وصولًا إلى ملاقط الكبح، كما يحافظ هذا السائل على مكونات نظام الكبح مثل السلندر الرئيسي «الماستر»، أو طلمبة نظام منع غلق المكابح.
ويأتي سائل الفرامل بمواصفات تصنفها عدة مؤسسات عالمية مثل إدارة المواصلات الأمريكية «DOT»، ومجتمع مهندسي السيارات «SAE»، وتتيح تلك المؤسسات كامل مواصفات سائل المكابح وتوضح نقطة غليان السائل.
ولتوضيح تلك النقطة سنتعرف بإختصار عن أهمية رفع نقطة غليان سائل المكابح، حيث أن أحد وظائف سائل المكابح هو إمتصاص بخار الماء داخل منظومة الكبح لتقليل نسبة تعرض مكونات نظام الكبح للصدأ.
وبما إن السوائل لا تنضغط ولكن الغازات تفعل، فكلما قلت نقطة غليان سائل المكابح، تحولت نسبة الماء بداخله إلى بخار ماء بسرعة أكبر، وهو ما يسمح بإنضغاط السائل وبالتالي عدم نقل قوة الضغط بفاعلية إلى ملاقط المكابح وبالتالي يقل ضغط التيل على أقراص المكابح وظهور ظاهرة القدم الإسفنجية لدواسة المكابح.
لذا فرفع نقطة غليان سائل المكابح تقلل كثيرًا من مخاطر تحول نسبة الماء إلى غاز، وبالتالي إستقرار أكثر تحت ظروف العمل القاسية.
المواصفة | نقطة الغليان (جافة) | نقطة الغليان (رطبة) |
---|---|---|
DOT 3 | 205 | 140 |
DOT 4 | 230 | 155 |
DOT 5.1 | 260 | 180 |
وكما لاحظتم فإن لكل معيار نقطة غليان أو نقطة إنهيار مختلفة تزداد أو تقل كلما تغيرت المواصفة، كما أن هناك ما يُسمى نقطة غليان جافة «Dray Boiling Point»، وهي نقطة الغليان في بداية العُمر لسائل المكابح، أما نقطة الغليان الرطبة «Wet Boiling Point» فهي نقطة الغليان بعد الاستخدام الُمطّول.