أعتقد أن أي مُحب لسيارته يرغب دوماً أن يزيد من جمالها وحضورها على الطريق بشكل أو بآخر، وبالطبع أحد الطرق لزيادة رياضية وحضور السيارة هو تهبيط السيارة أو تخفيض ارتفاع السيارة عن الأرض قليلًا، وهي الطريقة التي إذا ما تم تنفيذها بشكل سليم أعطت نتيجة مذهلة.
ولكن دوماً ما يتساءل المُقدِمين على تعديل سيارتهم، هل هناك أي فائدة مرجّوة من تهبيط السيارة بالفعل بإستثناء الشكل المبتغى، هل فعلاً التهبيط يزيد الثبات ويُحسن من أداء السيارة على السرعات، لذا في هذا المقال سنجيب على هذا السؤال بشكل علمي.
دعونا نتعرف أولاً على مركز الثقل «Center of Gravity»، أي جسم يمتلك ما يُسمى بمركز الثقل، و الذي يُعرف علمياً بأنه الموقع المتوسط لوزن الجسم، أي النقطة التي يمكننا حمل الجسم بكتلته الكاملة منها.
وفي السيارات يعتبر مركز الثقل النقطة الافتراضية التي يمكن موازنة السيارة بالكامل عليها، بمعنى أبسط يمكن رفع السيارة كاملة وبتوازن وثبات من تلك النقطة (تخيل معي أن تزن اي شئ على اصبعك، نقطة الحمل هذه هي مركز الثقل) ، يمكن مُعرفة المزيد عن مركز الثقل عبر مراجعة هذا الإنفو جرافيك.
ولمركز الثقل في السيارات تأثير كبير، فعلى سبيل المثال عند دوران السيارة في منعطف ما على سرعة مرتفعة نسبياً، يقوم زخم وزن السيارة بدفع مركز الثقل قليلاً خارج خط السير المناسب للسيارة، مما قد يؤدي إلى اختلال توازن السيارة، أو انزلاقها بدون تحكم.
ويمكن تقليل تأثير مركز الثقل عبر طريقتين، إما خفض إرتفاع مركز الثقل واقترابه من نقطة التأثير وهي الأرض لتقليل تأثير زخم الوزن في تلك المواقف أو ما يسمى تطبيق نظرية ذراع الحمل، أو زيادة عرض قاعدة العجلات الخاصة بالسيارة.
ووفقاً لذلك نعرف أن تهبيط السيارة يقوم بخفض مركز الثقل، مما يعني تقليل تأثير زخم الوزن عند الانعطاف بسرعات مرتفعة نسبياً مقارنة بزاوية المنعطف.
فوائد تهبيط السيارة لا تنحصر فقط في زيادة الثبات في المنعطفات، بل أكدت دراسات علمية أن خفض ارتفاع السيارة عن الأرض يساعد على زيادة سرعة مرور الهواء أسفل السيارة مقارنة بسرعة مرور الهواء اعلى بدن السيارة، وهو ما يولد منطقة ضغط منخفض أسفل السيارة وبالتالي يزيد من التصاق السيارة بالطريق حتى على الطرق المستقيمة.
بالطبع هناك عدة عوامل أخرى تحسن من تمرير الهواء أسفل السيارة، شأن تصميم أرضية السيارة نفسها، أو إستخدام أنفاق التشتيت الهوائي أسفل بدن السيارة «Diffuser»، والتي تُساعد أيضًا على تحسين الثبات على الطرق المستقيمة.
طيب تمام، أنزل بقه أقص السوست، إنتظر يا عزيزي فحتى إذا كنت تبحث عن شكل فقط فقص السوست لن يقدم لك الشكل المطلوب بدقة، وبالطبع إذا كنت تريد شكلاً وأداء فقص السوست هو العكس تماماً حيث سيتغر طريقة تعامل السيارة مع الطريق بشكل سيء للغاية، لنعرف لماذا يجب أن نتعرف أولاً على هندسة بناء السوست.

كل السوست التي يتم استخدامها في السيارات تندرج تحت نوعين، النوع الأول هو السوست الثابتة الإخماد «Linear Spring Rate» ويستعمل هذا النوع غالباً في السيارات الكلاسيكية والقديمة.
أما التصنيف الثاني فهو السوست المتغيرة الإخماد «Progressive Spring Rate» ويستعمل هذا النمط في غالب أنواع السيارات الحديثة، لأفضليتها الكبيرة في أداء السيارة، مع الحفاظ على مستوى متميز من الراحة والنعومة، عكس السوست الثابتة الإخماد، التي إما قاسية لأداء رياضي، أو مرنة لراحة أكبر.
ويمكن معرفة نمط السوست المزودة به سيارتك بالنظر إليها فقط، فالسوست الثابتة الإخماد ذات بعد ثابت بين حلقاتها، أم السوست المتغيرة الإخماد فهي ذات ابعاد مختلفة بين حلقاتها.
وبما أن كل السيارات تقريباً تستخدم السوست المتغيرة، فقص السوست لا يضر فقط بأداء السيارة على مستوى الراحة، بل سيتغير نهج قيادة السيارة بالكامل، حيث أن هندسة نظام التعليق تغيرت بشكل كبير وهو ما يؤثر سلباً على ثبات السيارة أثناء المنعطفات، وعلى قدرة السيارة على امتصاص المطبات الهوائية والمفاجئة.
حسناً، وما هي الطرق الصحيحة لتهبيط السيارة ؟
السوست الرياضية (Lowering Springs).

السوست الرياضية هي أسهل وأرخص الطرق الصحيحة لـ تهبيط السيارة لكن صحتها مشروطة، فأي ممتص صدمات (مساعد) له ما يسمى بمعدل الامتصاص «Shock Rat»، وأي سوست لها ما يسمى بمعدل الإخماد «Damping Rat»، ويجب أن يتوافق كلا المعدلين مع بعضهما البعض للاستفادة الكاملة منهما.
لذا فشرط صحة استخدام السوست الرياضية هو أن نتأكد أن معامل الاخماد الخاص بالسوست الرياضية متوافق مع معدل الامتصاص الخاص بالمساعد الخاص بسيارتك، وأغلب الشركات المعروفة والموثوقة توضح توافق السوست مع المساعدين القياسية للسيارة في صفحة مواصفات السوست الرياضية التي تنتجها، كشركة ايبخ، وKW على سبيل المثال.
وإذا لم تجد توافق تلك المعدلات مع بعضها البعض، غالبا توفر الشركات التي تنتج تلك السوست مساعد بديل يتوافق مع السوست التي تنتجها، وتأتي شركة كوني كمثال على ذلك.
الكويلات (Coilover).

شهدت صناعة حزم ممتصات الصدمات الرياضية القابلة للتغير أو ما نسميه بالكويلات أو الكويل أوفر، تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، وساعد هذا التطور في تقليل ثمنها إلى حد ما، برغم أنها ما تزال مرتفعة السعر نسبياً، ولكن الأهم ساهم التطور في زيادة طرق التحكم وتغير كثير من المتغيرات في المساعد والياي.
فاليوم لا تساعد الكويلات فقط في التحكم في خفض وزيادة ارتفاع السيارة وفقاً للحاجة، لكن توفر بعض الموديلات والشركات وسائل للتحكم في معدل الامتصاص الخاص بالمساعد وجعله إما قليلاً لثبات أكثر، أو كبيراً لراحة ونعومة أفضل فقط بالتحكم في زر أعلى المساعد، كما يمكن التحكم في مدى صلابة وليونة السوست بسهولة أيضاً.
والكويلات هي من وجهة نظري الطريقة الأفضل للحصول على كل مزايا تهبيط السيارة دون التضحية بالكثير من راحة ومرونة السيارة، فهي يمكن التحكم بها واستعادة مستوى الارتفاع العادي للسيارة في أي وقت.
كما أنها فعلاً تحسن كثيراً من تجربة ركوب السيارة، وتزيد بشكل واضح جداً من مستوى الثبات والتحكم في السيارة، ولكنها ليست رخيصة الثمن، فطاقم كويلات جديد لعلامة تجارية بارزة كشركة KW مثلاً قد يصل سعره إلى 20 الف جنيه، لكن تواجدت الكويلات بسعر أرخص في مصر مؤخراً لعلامات جيدة، كما بدأت تظهر كثيراً في سوق المستعمل بأسعار جيدة جدا فعلاً.
القرب (Air Suspension).

آخر الطرق لتهبيط السيارة هي نظم التعليق الهوائية، أو ما نسميه باسم القرب (جمع قربة)، وتتميز تلك النظم بالسهولة البالغة لخفض ورفع السيارة بلمسة زر، بل وأحياناً بالريموت والتحكم عن بعد.
ويعيب تلك النظم ارتفاع سعرها بشكل كبير، وصعوبة تركيبها وهو الأمر الذي يستلزم فني مدرب لتركيبها، إضافة إلى تطلبها في بعض الأحيان صيانات دورية.
ويقول البعض أن نظم التعليق الهوائية إما مريحة، أو رياضية، ويصعب دمج الراحة مع القيادة الرياضية، ولكن التطور الكبير لتلك الأنظمة مؤخراً جعلها تقدم مستويات متقدمة ومفيدة للغاية من الأداء الرياضي، مع الحفاظ على مستوى راحة قد يتفوق أحياناً على النظم القياسية للسيارات الفارهة.