سنتحدث اليوم عن حساس الأيدل وهو أحد أكثر حساسات السيارة التي قد تثر الحيرة والغضب، وأحياناً بسببه قد تكره السيارة برمتها وربما كل السيارات لأنه أحد القطع القادرة حرفياً على تحويل حياتك مع السيارة إلى جحيم فعلي، وربما لن أبالغ لو قلت لكم أنه قد يكون سبب مباشر لأن تبيع سيارتك نفسها.
حساس الأيدل في حد ذاته ليس بمكّون مُعقد، أو الذي يتحمل الكثير من الحمل الشاق، بل هو بالعكس صمام كهربائي بسيط للغاية له وظيفة واحدة فقط هي التأكد من مرور كمية مُحددة من الهواء على سرعة دوران الخمول.
ولكن مشكلته الكبرى هي تشابه أعراض تلفه مع كمية كبيرة من الأعطال القادرة على إثارة حيرتك وتتشابه جميعها غالباً في نفس الأعراض، لذا سنحاول في هذا المقال توضيح الأعراض وطريقة الحفاظ عليه قدر المستطاع.
قبل الحديث باستفاضة عن هذا الملعون، أرجو منك عزيزي القارئ التوجه لقراءة هذا المقال الذي قمت فيه بشرح أنواع بوابات الهواء وهو ما سيختصر بعض الشرح هنا.
أين هو مكان حساس الأيدل
دائماً يكون حساس الأيدل بجوار بوابة الهواء أو مثبت بها غالباً، ويتم استخدام حساس الأيدل مع البوابات الميكانيكية المتصلة بشكل مباشر مع دواسة البنزين، حيث تستغنى البوابات الإلكترونية أو الكهربائية في الغالب عن هذا الصمام وحساس تموضع صمام الخانق أو حساس «Throttle Position Sensor-TPS».
ما هي وظيفة حساس الأيدل
كما سبق وذكرنا، أن وظيفة الحساس الرئيسية هي التأكد من مرور كمية محددة من الهواء لضمان إبقاء المحرك قيد التشغيل عند سرعة الخمول، أو عند عدم الضغط على دواسة البنزين، مع وضع ناقل الحركة على وضعية الحياد.
وذلك ليتم ثبيت دورات المحرك ما بين 700 : 850 دورة في الدقيقة عند درجة حرارة التشغيل، في حين يرفع الحساس دورات المحرك عند بدء التشغيل ودرجة حرارة سائل التبريد منخفضة لتسخين المحرك في أسرع وقت ممكن.
فمن المعروف أن البوابات الميكانيكية عند سرعة الخمول أو السلنسيه تكون مغلقة تماماً، وطبعاً بدون مرور هواء لن يعمل المحرك، لذا يتم استخدام صمام كهرومغناطيسي لفتح ممر يسمح بمرور كمية محدودة ومحددة من الهواء تُبقى المحرك دائرًا.
ما هي أعراض تلف حساس الأيدل
تتنوع أعراض تلف حساس الأيدل فهي كثيرة ومتغيرة من سيارة لأخرى، لكننا سنذكر أبرزها:
- توقف المحرك عن العمل فجأة عند التوقف، سواء على المطبات، أو في إشارات المرور مثلاً.
- عدم انتظام دورات المحرك بشكل عشوائي أحياناً على السرعات البطيئة وأحياناً على السرعات المرتفعة.
- توقف المحرك عن العمل فجأة عند تشغيل مكيف الهواء وبمجرد لقط كباس التكييف.
- إرتفاع مُعدل إستهلاك الوقود.
- عند تشغيل المحرك يرتفع RPM المحرك بشكل مبالغ فيه جداً، وأحياناً يحدث هذا العرض إثناء السير بشكل عادي.
- انخفاض عزم السيارة عند الضغط على دواسة الوقود بشكل مفاجئ.
إذا رأيتم أن هذه الأعراض تتشابه مع كثير من الأعراض الأخرى، فأسمحوا بي أن أرحب بكم في عالم حساس الأيدل، طبعاً الأمر يختلف بشكل كبير ما بين سيارة وأخرى، بعض السيارات لا تصل الأمور لتتحول إلى مشكلة كبيرة، ولكن مع بعض السيارات يتحول الأمر إلى كرة ثلج لا يصغر حجمها نهائياً واسألوا مالكي اللانوس.
إقرأ أيضًا
تعرف على كل تفاصيل حساس الكرنك ، وتعرف على مكان تثبيته ، ومشاكله ، وأعراض تلفه.
كيف احافظ على حساس الأيدل قدر المستطاع
في اعتقادي الشخصي هذا الحساس من الحساسات التي يجب أن نوليها الاهتمام، وكلما سنحت الفرصة أثناء الصيانة يجب القيام بتنظيف الحساس، وغرفة الحساس بالبوابة، مع مراعاة عدم فك فيشة الحساس حتى لا نحتاج إلى عملية معايرة سرعة الخمول “Idle Learn” كل مرة نقوم فيها بتنظيف الحساس.
وبالمناسبة عملية الـ “Idle Learn” هي عملية تقوم بإعادة معايرة علاقة الحساس بوحدة التحكم بالمحرك مرة أخرى، فمن المعروف أن كومبيوتر السيارة يقوم بالتأقلم مع حالة حساس الأيدل وبالتالي قد يقوم بتعديلات بسيطة في إشارة الحساس لتعمل السيارة بصورة سليمة، لذا عند أي تغير حالة الحساس سواء بالتنظيف أو التغير قد يتطلب الأمر اجراء تلك العملية.
الأمر الأخير هو دوماً استخدم حساس أصلي إذا استطعت، أو على الأقل من علامة تجارية موثوقة ومجربة ومن تاجر مشهود له بالجودة، لأن للأسف كمية القطع الغير سليمة بالسوق المصري أصبحت مخيفة حقيقة.
