قد يبدو للبعض أن أي تحديث أو تعديل بنظام العادم للسيارة أو “تعديل الشكمان” يأتي من وراءه غرضً واحداً وهو ازعاج البشر ، والسعي وراء صوت مرتفع للسيارة بدون أي فائدة من وراء هذا الازعاج وقد يكون في الحقيقة الصوت هو المطلوب فقط.
لكن ما لا يعرفه هؤلاء هي الفوائد الكثيرة والكبيرة الناتجة عند تحسين مكونات نظام العادم بالسيارة (AKA الشكمان برده) ، خصوصاً فيما يتعلق بتحسين أداء السيارة بشكل ملحوظ ، أو تحسين معدلات حرق واستهلاك الوقود -أينعم لو الشكمان اتعدل صح ممكن يقلل استهلاك الوقود- لذا سنتحدث في هذا المقال عن الطريقة الصحيحة لتعديل نظام عادم السيارة أو ما نعرفه نحن بتعديل الشكمان.
قبل الحديث عن الطريقة الصحيحة لهذا التعديل يجب أن نعلم المبادئ العلمية الأساسية والصحيحة وراء الرغبة في تعديل وتحسين نظام العادم في أي سيارة.
وهي تتلخص في تقليل الضغط العكسي بالشكمان “Back Pressure” إلى أقل قدر ممكن، والسماح وتحسين مستويات سريان الغازات عبر الشكمان عبر استخدام مواسير مستقيمة قدر الإمكان أو استخدام مواسير تم ليّها باستخدام طريقة الّلي المُعزز للمواسير “Mandrel Bending Technique”.
وأخيراً ولعله المبدئ الأهم هو تحسين ما يسمى بتأثير الطرد “Scavenging Effect” بنظام العادم وهو التأثير المسئول عن عملية سحب وزيادة سرعة خروج غازات العادم من النظام.
ولكن تبقى النقطة الأهم هي موازنة كل العناصر المذكورة بشكل يقدم لمحرك سيارتك أفضل أداء ممكن بدون أي أخطاء أو مشاكل، فقبل التسرع بتركيب مواسير 3 بوصة في سيارتك ذات المحرك سعة 1200 CC إعلم أن تكبير قطر مواسير الشكمان قد يكون له تأثير عكسي ومضر وأحياناً كارثي لو تم تنفيذه دون حساب، أو الوضع في الاعتبار تغير معدلات تأثير الطرد وسرعة مرور الغاز بالشكمان.
1- تحسين مُجمع العادم، ومواسير الشكمان.
أنا جمعت مجمع العادم “أو الفرن” والمواسير في نقطة واحدة لأنهم بيعتمدوا على نفس المبادئ العلمية على الأقل بشكل هندسي بحت، بمعني أن نفس الأفكار التي تُحسن من أداء الفرن، هي نفس الأفكار التي ستحسن من فعّالية مواسير الشكمان، وبالتالي جمعهم في نقطة واحدة سيكون أفضل وأيسر.
لو تحدثنا سريعاً عن قوانين فيزياء سريان السوائل والغازات، سنعلم أن كلما قل قطر مواسير الشكمان كلما زادت سرعة سريان الغاز وكلما زادت سرعة السريان زاد معامل تأثير الطرد، لكن تقليل القطر يصاحبه ارتفاع الضغط العكسي وهو السبب الرئيسي في تقليل مستوى أداء السيارة -كل اللي اتسدت عندهم علبة البيئة عارفين أنا أقصد ايه- وزيادة استهلاك الوقود.
وطبعاً بالعكس كلما زاد قطر مواسير الشكمان أينعم ستقل سرعة سريان الغاز، لكن سيقل معها معدل الضغط العكسي وبالتالي تحسن أداء المحرك.
وكما قلت مُسبقًا الأهم هو التوازن لان الزيادة الكبيرة لقطر مواسير الشكمان ستؤدي إلى تكدس الغازات بسبب قلة سرعة تحركها بشكل مبالغ فيه، وبالتالي تقليل تأثير الطرد وعدم سحب الغازات بشكل فعّال.
وبالتالي سيزيد الضغط العكسي وكأنك لم تفعل شيئًا، لذا التوازن في حساب قطر مواسير الشكمان أمر بالغ الأهمية في تحسين أي نظام عادم ورفع كفاءته، واستكشاف النقطة المثالية لتوفير معدل سرعة سريان مناسب ومعامل طرد فعّال وفي نفس الوقت تقليل الضغط العكسي ستؤدي في النهاية لبناء نظام عادم ممتاز يقدم لك كل ما أردته.
وعلشان ألخص عليك حسابات كتير الجدول التالي فيه القطر المناسب لقوة المحرك علشان توازن ما بين تقليل الضغط العكسي، وفي نفس الوقت تحافظ على مستوى مناسب من تأثير الطرد.
قطر المواسير / بوصه | اقصى قوة بالحصان (مفرد) | أقصى قوة بالحصان (مزدوج) |
---|---|---|
1.50 | 78 | 155 |
1.75 | 108 | 217 |
2.00 | 144 | 289 |
2.25 | 182 | 371 |
2.50 | 232 | 463 |
2.75 | 283 | 566 |
3.00 | 339 | 679 |
3.25 | 401 | 802 |
3.50 | 468 | 935 |
نفس المبدأ في تحسين الفرن (الجماعة بتوع تعديل العربيات بيسموه Header) فالأهم ليس تكبير قطر المواسير بشكل مبالغ، بل بتحسين مبدأ تأثير الطرد، وتحسين مُجمع العادم يُعتبر واحدً من أفضل وأسهل وأرخص تعديلات الأداء على الإطلاق، ولذلك يُنصح بهذا التعديل قبل حتى تعديل باقي نظام العادم.

أنواع الأفران المُعدلة مختلفة، تتفق كلها في أن الأفضل ان تكون مواسير الفرن متساوية الطول، وهي تتلخص في نمطين لكل منهم مزايا وعيوب، النمط الأول نمط الفرن القصير “Short Tube Header”، ويفضله من يريد رفع القدرة الحصانيه والعزم في مدى RPM قليل، بمعنى إظهار تحسن الأداء على دورات المحرك القليلة، وهو نمط ممتاز لمن أراد تحسين القيادة اليومية لسيارته، كما أنه مدمج الحجم ويمكن تركيبه في عديد من التطبيقات.

النمط الأخر هو نمط الفرن الطويل “Long Tube Header”، وهو النمط المفضل عند من يريد رفع القدرة الحصانيه والعزم على مدى RPM متوسط أو مرتفع، وبالتالي سيكون نمط مثالي لسيارات التسابق والسيارات الرياضية لأنه في الغالب المحرك دائمًا على RPM مرتفع، غير أنه أفضل بشكل عام لكن يعيبه انه قد يحتاج إلى مساحة أكبر.
2-تحسين وتعديل كواتم الصوت.

كواتم الصوت (أو علب الشكمان) جزء أساسي في عملية تعديل الشكمان، فهي المسئولة أساسًا عن تقليل الضوضاء، وامتصاص جزء كبير للغاية من الترددات الصوتية، ويكفي ان يحدث أي تنفيس أو تسريب بالشكمان لندرك مقدار الضوضاء التي تقوم كواتم الصوت بالشكمان بامتصاصها.
تتنوع كواتم الصوت ما بين كواتم معتمدة على الغرف “Chambered Mufflers”، وهو النوع الموجود غالبًا في كل السيارات قياسيًا، علبة حلوة في اللذيذ وتقلل الصوت بشكل كبير جداً والمهم أنها رخيصة الثمن.
وهو ما يُريده صانع سيارتك، لكنها في المقابل واحدة من أكثر أنواع كواتم الصوت توليداً للضغط عكسي (الـ Back Pressure فاكرينه)، وبالتالي فهي ليست مثالية لمن أراد تحسين نظام العادم في سيارته.
النوع الشائع الثاني هو كواتم المرور المستقيم “Straight-Through Mufflers” وهو عبارة عن كاتم للصوت مكون من أنبوب بنفس مقاس مواسير الشكمان، محاطة بمجموعة مختلفة من الألياف الزجاجية وبعض المواد الأخرى بغرض امتصاص الضوضاء، وهو أقل الكواتم تقليلاً للصوت فهدفه الرئيسي الأداء وتقليل الضغط العكسي إلى أقل قدر ممكن.
نوع الأخير هو مزيج ما بين النوعين السابق ذكرهم وهو كواتم التيربو او كواتم الدوامات “Turbo-Style Muffler” وهو شبيه في مظهره الخارجي الكواتم المعتمدة على الغرف، لكنه يعتمد على مزيج ألياف لامتصاص الضوضاء، ولكنه يتخلف قليلاً في طريقة العمل عن الكاتم المستقيم لكنه يمتاز بنفس قدرته على تقديم سريان أفضل وتقليل الضغط العكسي.
الخلاصة لكي تعدل شكمان سيارتك وتُحسّن من فاعليته، لا يجب الذهاب لأي متخصص شكمان وتعمل “Straight Piping” وتدعي بأنك عدلت الشكمان، بالعكس لو لم يُنفذ هذا الأمر بشكل صحيح ممكن تكون أضررت سيارتك وبدلاً من رفع مستوى الأداء تقلل من اداء المحرك بعد أن تكون قد دفعت كثيراً من النقود بدون أي نتيجة تُذكر بل بالعكس.
وتذكر، يجب أن تدرس جيداً أي تعديل ستقوم به في سيارتك خصوصاً في نظام العادم، ويجب أن تُحدد ماذا تريد في الأساس من هذا التعديل، اذا كنت تريد صوت مرتفعاً يبقى ولا كأنك قريت حاجة وسيبك من الكلام ده، أما لو كنت تبحث عن أداء وتَفوّق يصاحبه صوت نقي عميق فيجب أن تدرك جيداً حدود تعديل الشكمان وحاول ألا تتخطاها.