تقارير خاصة

أيهما أفضل للإطارات، الهواء أم النيتروجين؟

تكاثرت الأقاويل حول الفائدة الفعلية من استخدام غاز النيتروجين الصافي في ملئ إطارات السيارات أو عدم جدواها، لذا دائمًا ما قد يتساءل الكثيرون عن الأفضل داخل إطارات سيارتهم، الهواء أم النيتروجين؟

فهناك من يرى أن النيتروجين الصافي أفضل بكثير من الهواء داخل الإطار، وهناك من لم يقتنع بهذه النظرية، ويرى أنها غير سليمة أو غير علمية، وأن الهواء مثله كالنيتروجين داخل الإطارات لا فرق بينهما. في الحقيقة الأمر ليس كما يراه البعض، لذا سنقوم هنا بتحليل علمي عملي لكي نتأكد أي النظريات هي الأصح.

في البداية يجب أن نعلم جميعاً أن أهم فائدة لإطارات سيارتك هو أن تبقي الضغوط بداخلها كما أوصى بها مُصنع السيارة، مع الوضع في الإعتبار حجم العجلات المستخدمة في سيارتك.

فعدم توافق الضغوط داخل الإطارات مع ما نَصح به مُصنع السيارة أو مُصنع الإطار (سواء بزيادة الضغط داخل الإطار، أو تقليله عن الموصي به من قبل الشركة المصنعة) له الكثير من النتائج التي ستؤثر بشدة على تجربة قيادة السيارة، ومنها ما يكون سبباً مباشراً للحوادث لا قدر الله، كالتآكل الغير متساوي للإطار وهو ما يقلل بشدة من عمره الافتراضي، أو تقليل نسبة تماسك الإطار، أومنها ما يكون سبباً في زيادة مصاريف تشغيل السيارة كزيادة معدل استهلاك الوقود، بالإضافة إلى نتائج أخرى.

لذا يجب دائماً أن تحافظ على الضغط المناسب للإطارات وتلتزم بما نَصح به مُصنع السيارة، أو مُصنع الإطار المستخدم، وتقوم بمراقبة ضغط الإطارات على فترات متناوبة على الأقل مرة كل شهر وفقاً لنصائح الخبراء.

أيهما أفضل للإطارات، الهواء أم النيتروجين
الحفاظ على ضغط مناسب دومًا داخل الإطار

إذاً أهم عامل من عوامل المحافظة على الإطارات هي المحافظة على ضغط مقبول داخل الإطار وفقاً لنصائح مُصنع السيارة، بعيداً بشكل ما عما داخله سواء الهواء أم النيتروجين، ولكن ..

هل فعلاً النيتروجين الصافي أفضل؟

علمياً وباختصار شديد، نعم النيتروجين الصافي أفضل –نظرياً- من الهواء الطبيعي، ولكن الفارق ليس كما يتخيله البعض، أو كما تدعيه بعض الشركات، فالفارق على أرض الواقع خصوصاً في الإستخدام اليومي العادي للسيارة قد لا يكون ملحوظاً، ولا يستدعى فارق السعر -المبالغ فيه أحياناً- عند ملئ الإطار بغاز النيتروجين الصافي.

الهواء أم النيتروجين، أيهما أفضل
الهواء أم النيتروجين، أيهما أفضل

وسنقوم في هذا المقال بإستعراض أهم النظريات التي تقال عند المقارنة ما بين أفضلية الهواء الطبيعي، والنيتروجين الصافي، ونحاول تحليلها والوصول إلى نتيجة نهائية لتأكيد أو نفي تلك النظرية. 

1- النيتروجين، أفضل للمحافظة على عمر الإطار.

نعم النيتروجين الصافي بنسبة أعلى 94 بالمائة لا يتواجد به بخار الماء، وهو السبب الرئيسي للصدأ، وكان من الممكن أن تكون تلك المقولة سندٍ مقبول في وقت سابق، لكن التقنيات الحديثة حالياً لصنع الإطارات قللت بشدة من استخدام الأسلاك المعدنية داخل البنية الهيكلية الأساسية للإطار، وبالتالي نظرية أن النيتروجين الصافي غير مخلوط ببخار الماء ويقلل من تعرض تلك الأسلاك إلى الصدأ أصبحت غير مجدية حالياً.

كما أن تطور صناعة العجلات (الجنوط) قللت بشكل كبير من خطر التأثير على العجلات نفسها، سواء بمعالجتها جيداً ضد الصدأ، أو باستخدام مواد لا تتفاعل بصورة مرتفعة مع الرطوبة ناتجة عن هذا التفاعل الصدأ.

2- النيتروجين يحافظ على ضغط ثابت عند درجات حرارة مختلفة.

تستند تلك النظرية على عنصرين هامين، أولهما هو انعدام وجود بخار الماء داخل النيتروجين الصافي، ووجوده في الهواء الطبيعي، وبالتالي تتأثر جزيئات الغاز داخل الإطار بتغيرات درجة الحرارة نظراً لأن بخار الماء يتأثر بسرعة بالحرارة، وهو الأمر الذي يجب أن نضعه في إطاره الصحيح، نعم قد ينعدم بخار الماء داخل النيتروجين الصافي، ولكنه يتواجد بنسبة تقل عن 1 بالمائة داخل الهواء الطبيعي، وبالتالي لن نرى هذا التأثير المتوقع.

فقد أَجرت مُنظمة تقارير المستهلك الأمريكية دراسة في أفضلية الهواء أم النيتروجين داخل الإطارات لفقد الضغط داخل الإطارات لتحديد ما إذا كانت فائدة النيتروجين تستحق التكلفة الإضافية، المنظمة استخدمت 31 زوجًا من نماذج الإطارات المختلفة، وملأوا إطارًا واحدًا من كل زوج حتى 30 رطلًا لكل بوصة مربعة “PSi” بالهواء والآخر بنفس الضغط بالنيتروجين.

ثم تركوهما بالخارج لمدة عام، وفي نهاية العام وجدوا أن جميع الإطارات فقدت الضغط، لكن كان متوسط فقدان الضغط مع الهواء 3.5 رطل لكل بوصة مربعة، أما مع النيتروجين كان متوسط الخسارة 2.2 رطل لكل بوصة مربعة، وهو ما يعني أن الفارق 1.3 رطل لكل بوصة مربعة فقط على مدار عام.

3- النيتروجين لا يتسرب بالسرعة ذاتها من الإطار.

مقولة أن جزئ النيتروجين أكبر حجماً من جزئ الأكسجين، وهو ما يمنعه من التسرب إلى خارج الإطار عبر الشقوق المجهرية بالإطار، هي مقولة علمية صحيحة، ولكن في البداية يجب أن نعلم أن الهواء الطبيعي في الأساس يتكون من 78 بالمائة من النيتروجين الصافي، و 21 بالمائة من الأكسجين، والباقي خليط من غازات الأراجون، وثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وبعض الغازات الأخرى.

لذا فأغلب نسبة الهواء الطبيعي حرفياً من النيتروجين الصافي، وبرغم أن فعلاً جزئ النيتروجين أكبر من جزئ الهواء، ولكن بفارق ضئيل للغاية فحجم جزئ النيتروجين هو 300 بيكو ميتر تقريباً، أما جزئ الأكسيجين فحجمه 292 بيكو ميتر، ومع الأخذ في الاعتبار أن البيكو ميتر هو 1/ 1000.000.000.000 من المتر، وأن بالفعل أغلبية الهواء من النيتروجين الصافي، فلكم أن تتخيلوا مقدار الفارق المتوقع.

في النهاية يجب أن نعلم أن أهم شيء هو المراقبة الدورية لضغط الإطارات على الأقل مرة كل شهر، وإن كان أمر غير مكلف بالمرة إلا أنه بالغ الأهمية.    

إغلاق

من فضلك إغلق حاجب الإعلانات

يعتمد الموقع على إيرادات الإعلانات بشكلٍ أساسي، لذا نرجوا منك التفضل بتعطيل حاجب الإعلانات عند تصفحك للموقع