يتسارع تطوير تقنيات السيارات بشكلٍ يجعلنا نلهث فقط لكي نلاحقها، فكل يوم تقريبًا نقرأ أو نسمع عن تطور جديد كان البعض يعتبره منذ أعوام قليلة مجرد خرافات خيالية يستحيل أن تتحقق، ولكنها لم تتحقق فقط بل وأصبحت من أفضل تقنيات السيارات لأننا دومًا نرى الشئ الكبير التالي كل يوم تقريبًا.
لذا وفي هذا المقال سنقدم من وجهة نظرنا أفضل خمسة تقنيات للسيارات في عام 2021 حسنت بشكلٍ كبير من راحة وأمان القيادة، أو سهلت الكثير على قائد السيارة، وجعلت الحياة ببساطة أسهل، سنقدم التقنيات التي نراها غير معقدة ولا تحتاج الكثير من الخطوات، كما أردنا أن نتحدث عن تقنيات نافعة وليست شيء عصريًا ربما لن نراه مرة أخرى، أردنا التحدث عن تقنيات وضعت لتبقى.
ربما بعض التقنيات التي سنتحدث عنها قد تم تقديمها منذ فترة ولكنها تحسنت بشكلٍ بالغ، وأصبحت واقعًا بل ووصلت في بعض الأحيان إلى بعض السيارات الإقتصادية، وهو دليل مؤكد على إنتشارها وتطورها بشكلٍ يسمح أن توضع في سيارات قليلة الثمن.
1- مثبت السرعة التفاعلي.

ربما لن تُصدق أنه تم تقديم أول نسخة من نظام مثيت السرعة التفاعلي “Adaptive cruise control” في عام 1992 عندما قدمت شركة ميتسوبيشي نظام بإستطاعته مراقبة المسافة بين السيارة المثبت بها النظام والسيارة التي تسير أمامها وتنبيه أو تحذير السائق عند تغير تلك المسافة عن المسافة المبرمج عليها النظام دون تدخل منه في التحكم في تسارع أو إبطاء السيارة.
لذا فهو نظام ليس بالحديث ولكن الأعوام الأخيرة وخاصة هذا العام شهد إنتشار هذا النظام بشكل كبير بين كافة أنواع وأنماط السيارات، بل أصبح البعض يعتبره كأمرًا مسلمًا به في كل السيارات.
ويعمل هذا النظام عبر توفر السيارة بمجموعة من المستشعرات أو الكاميرات المثبتة في واجهة السيارة والتي تراقب بإستمرار المسافة بين السيارة التي تسير أمامك ويقوم النظام بالتحكم كليًا في تسارع وكبح السيارة كلما إختلفت المسافة عن السيارة التي تسير امامك دون أي تدخل من السائق.
هذا النظام يُعتبر البذرة الأساسية لحزم القيادة الذاتية التي بدأت في الإنتشار خاصة هذا العام، لذا فوجوده مع أنظمة أخرى أصبح أمرًا بالغ الأهمية لذا نراه من أفضل تقنيات السيارات في هذا العام.
2- نظام مراقبة النقطة العمياء.

واحد من أهم الأنظمة التي يجب أن تتوفر في أي سيارة هو نظام مراقبة النقطة العمياء “Blind spot monitor” خاصة النسخة المستخدمة في سيارات مجموعة هيونداي / كيا، والتي تُحول جزء من شاشة العدادات التفاعلية إلى مرآة تُمكنك من رؤية النقطة العمياء في الجانب الذي قررت أن تتوجه إليه.
النظام فعّال بشكلٍ كبير في كل نسخه، وأراه أحد أهم أنظمة الأمان والراحة التي يجب أن تُصبح قياسية في أغلب السيارات بكل صراحة، ففي كثير من الأحيان نتفاجأ عند تغير الحارة المرورية بشيء ما لم نكن نراه رغم إنتباهنا وقيامنا بتغير الحارة المرورية بشكلٍ سليم.
النظام عبارة عن كاميرا مثبتة (غالبًا) في بدن المرآة الجانبية تقوم بمراقبة النقطة العمياء لكل جانب وعند تغير الحارة المرورية لأي سبب ما، وعند ملاحظتها تواجد أي مركبة أو أي شخص في النقطة العمياء لهذا الجانب، يقوم النظام بتحذير السائق مباشرة إما بتشغيل ضوء تحذيري في المرآة الجانبية، أو بتحويل جزء من شاشة العدادات التفاعلية لمرآة تريك بكل وضوح النقطة العمياء للسيارة.
3- نظام الكبح المؤتمك عند اللزوم.

أصبح نظام الكبح المؤتمك عند اللزوم “Emergency auto braking” أحد أهم أنظمة الأمان التفاعلية في العالم، والعديد من الدول المتقدمة بدأت في وضعه ضمن خطط الأنظمة الواجب توفرها في السيارات التي ستباع على أراضيها نظرًا لأهميته الواضحة.
النظام يعمل عبر مجموعة من الكاميرات أو المستشعرات الرادارية المثبتة غالبًا في مقدمة وخلفية السيارةـ تقوم بمراقبة البيئة المحيطة للسيارة عند تحركها وإذا ما تأكدت من وجود جسم ما في محيط حركة السيارة تقوم بتحذير السائق أولًا بشكل واضح، ثم تقوم بتطبيق ضغط المكابح إذا لم يتحرك السائق بالسرعة المطلوبة لتفادي التصادم مع هذا الجسم.
نظام الكبح المؤتمك عند الطوارئ أصبح ضرورة قصوى مع الإنتشار الواسع والكبير لسيارات الكروس أوفر المرتفعة عن الأرض، لمراقبة الأجسام القصيرة أو الغير مرئية للسائق، خاصة بعد إنتشار حوادث دهس الأطفال بواسطة زويهم في كثير من البُلدان مؤخرًا.
4- خاصية الشحن اللاسلكي للهواتف الذكية.

ليست تقنية جديدة، وليست تقنية ثورية أو ربما قد تراها تقنية غير ضرورية، ولكنها تقنية منطقية بشكلٍ كبير، في عالم توجهاته الأساسية هى أجهزة دون أسلاك خاصة أن دمج تلك الخاصية ليس بالعثير أو المرتفع السعر بشكلٍ بالغ.
إنتشار تلك الخاصية بشكل كبير هذا العام جعلها منطقية وكأننا نتحدث عن النوافذ الكهربائية في السيارات الحديثة، وبرغم هذا لازالت بعض الشركات الكبرى تطالب بمبالغ ضخمة لدمج تلك الخاصية في سيارتهم المرتفعة السعر برغم أن بعض الشركات بدأت في وضع تلك الخاصية في سيارتهم ذات الأعداد الكبيرة.
التطور المنتظر والقادم بكل تأكيد لتلك الخاصية هي إستخدام شواحن لاسلكية عالية القدرة لتسريع زمن شحن الهواتف الذكية التي أصبحت هي الأخرى تمتلك تلك الخاصية بشكل واسع وسريع الإنتشار.
5- توفر الكاميرات بشكل قياسي.

الإنتشار الضخم لحمى الشاشات مع تواجد كثير من المستشعرات والكاميرات في السيارة الحديثة، جعل دمج أنظمة الرؤية المحيطية أمرًا بالغ السهولة، ولكن هذا العام لم يقتصر الأمر فقط في دمج نظم رؤية محيطية دائرية، بل أصبح كل صانع يتفاخر بمدى تطور الأنظمة الخاصة بسيارته.
تطور نظم الرؤية المحيطية أصبح صعب اللحاق به، فها هى مرسيدس تُبدع في جيلها الأخير من الفئة S، ملتحقة بنظام أودي المذهل، تلك الأنظمة أصبحت بالغة الدقة بشكل يجعلها أقرب إلى الواقع الإفتراضي منه إلى نظام رؤية محيطية.
النظام يعمل عبر تثبيت مجموعة من الكاميرات ذات البُعد البؤري العريض على جانبي ومقدمة وخلفية السيارة، لتقدم لسائق السيارة على السرعات البطيئة ما يُسمى بمنظور رؤية الطائر الذي يقوم بتوضيح كافة التفاصيل حول السيارة بزاوية محيطية تساهم في تيسير صف السيارة.